السياحة.. لماذا لا نكون أفضل؟

الدكتور بسام الزعبي
بحمد الله وفضله، منحنا الله عز وجل بلداً جميلاً بتنوع مناطقه وتضاريسه وطبيعته، وأجواء معتدلة تجعله محط اهتمام السياح والزوار من الدول العربية الشقيقة المحيطة، ومن مختلف دول العالم، مع تنوع اهتمامات هؤلاء السياح بين زيارة المناطق الأثرية والبحرية والجبلية والصحراوية، إلى جانب السياح والزوار القادمين للعلاج والاستشفاء وقضاء أوقات ممتعة في نفس الوقت.
السياحة لم تعد عنصراً ثانوياً للحكومة والمواطن، ولم تعد مواسم تأتي وتذهب بلا استعدادات أو تجهيزات، ولم تعد تنظيراً وأرقاماً في أعداد السياح والزوار ونسب الإشغال في الفنادق، بل أن السياحة أصبحت دورة حياة اقتصادية كاملة متكاملة لكافة القطاعات الاقتصادية، والجميع معني بالتجهيز لها والاهتمام بالسائح بكل معنى الكلمة، مع ضرورة التنسيق بين الجهات المعنية بالتعامل مع السائح، لتقديم خدمات نوعية تثري تجربته وتترك أثراً جميلاً في ذاكرته.
المطارات.. المعابر الحدودية.. الفنادق.. المطاعم.. وسائل النقل.. الأسواق التجارية.. المناطق الأثرية.. الخدمات المختلفة.. وكافة القطاعات معنية بتقديم خدمات تليق بالأردن والأردنيين، وتعبر عن تقديرنا واحترامنا لبلدنا وضيوفنا، فالسياحة منظومة متكاملة تنعكس آثارها على الجميع سلباً أو إيجاباً، والإنطباعات التي يخرج بها السائح والزائر تترك أثراً لديه ولدى مرافقيه، ومن الضروري أن نساهم جميعاً في تعزيز الصورة الإيجابية عن بلدنا لدى جميع السياح والزوار من كافة النواحي.
وحتى نكون منصفين مع أنفسنا ومع ضيوفنا، هناك العديد من المواقع الأثرية والسياحية التي تحتاج لتعزيز الخدمات فيها وحولها، ومن الضروري العمل على دراسة كل موقع بشكل منفصل لأن لكل مكان خصوصيته، فالمطاعم والمقاهي والمرافق العامة وأماكن الترفيه المخصصة للأطفال وأكشاك الهدايا والتسوق وغيرها من الخدمات المساندة التي يحتاجها السياح والزوار، يجب أن تكون متوفرة بمستوى يليق ببلدننا وضيوفنا، ويجب أن تكون هناك رقابة دائمة ودقيقة ومشددة على نظافة تلك المواقع والخدمات المقدمة فيها، حتى نضمن تكامل الخدمات ومستواها، وبما يضمن السمعة الحسنة لبلدنا وشعبنا.
وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة تبذلان جهود طيبة في كافة الاتجاهات، ولكن نحن بحاجة لمزيد من التركيز على مستوى الخدمات المقدمة في كافة القطاعات، وبحاجة لدراسة حاجات كل موقع من المواقع المهمة بحد ذاته، ونتمنى أن يقضي السائح والزائر وقته في كافة المواقع السياحية وهو يستمتع بالفعاليات والخدمات الموجودة فيه، وبما يخدم كافة الفئات والأعمار، فالسياحة أصبحت فن من فنون الحياة المهمة والرئيسية في عصرنا هذا، ومصدر دخل كبير للعديد من الدول، وعلينا أن نتعامل معها على أنها (كنز الأردن الدائم)، والذي يتجدد يوماً بعد يوم.

28-تموز-2023 04:22 ص

نبذة عن الكاتب